الأربعاء، 15 مايو 2013

ممكن تتحرَّش بِيَّا ؟

مستغربين السؤال ؟ طب ليه ؟ دانا حتى بقالى فترة مقتنعة اقتناع تام إن أكيد كل البنات معلقة على ضهرها ورقة بتقول كده, بس الفكرة بقى إنها غالبا مش مرئية غير بس للرجالة, قدرات بقى, ولا بلاش رجالة دى, عيب.
أصل بجد إيه اللى ممكن يخلى واحد يعاكس واحدة ولا يقربلها إلا لو هى اللى عايزة كده ؟ هى اللى بتطلب كده بنفسها, هى اللى بتثير شهوته بشكلها ولبسها, وهو يا حرام غلبان مش عارف يتحكم فى غريزته, مسكين. 

أصل معلش يعنى لما واحدة تلبس بنطلون ضيق ولا جيبة قصيرة ولا فستان بديكولتيه واسع وتمشى فى الشارع, هتبقى عايزة إيه غير إن حد يتحرش بيها. آه لأ نسيت, دى اللى بتلبس واسع بيحصلها كده, واللى لابسة طويل كمان, والمحجبة حتى لو حجابها مش عاجبك, والمحجبة حجاب صحيح, دى حتى المنقبة ما فلتتش من المعاكسة, يبقى السبب مش اللبس بقى.
مش زى ما أخ من الإخوة اللى عاملينلى فيها بيتكلموا باسم الدين والإسلام, وبيقولك احنا ليه بنرمى الذنب على المتحرش ومش بنرميه على اللى فتنته وشيطنته, وخلته يمد إيده على واحدة لابسة كويس عشان ماعرفش يطول البنت اللى " لا مؤاخذة " على حد تعبيره, وبيقولك ليه مانعاملوش بالرحمة ونفهمه غلطه تطبيقا لمنهج " رفقا بالعصاة ".
السؤال بقى هو سيادتك مين عشان تقول دى تلبس ايه وماتلبسش إيه, وان هى اللى جايباه لنفسها وغيرها, وان المتحرش فى الحالة دى له مبرراته اللى تشفعله وتخلينا نترفق بيه, وانت بأمارة إيه تحاسبها, ما عندها ربها يحاسبها ويعاقبها, ده ما بدل ما تبقى انت اللى بتحاسب الحيوان اللى اتعدى عليها ؟
وبعدين لو الموضوع زى ما بيقول كده, انه السبب فيه واحدة " لا مؤاخذة ", أنا مالى أتحمل ذنب ان هو مريض وطلع هو كمان " لا مؤاخذة ", ماهو لو هنمشى بالمنطق ده, يبقى دى قصاد دى بقى.

نطلع من النقطة دى لنقطة تانية بقى, حاولت أعرف من الولاد هيعملوا إيه لو شافوا واحدة بيتم التحرش بيها فى الشارع, الغريب إن معظم الإجابات اللى جاتلى بتقول لو تحرش جسدى هدافع عنها حتى لو معرفهاش, ولو تحرش لفظى هدافع عنها فقط فى حالة إنى أعرفها, والإجابة الغريبة هدافع عنها بس أما أشوف هى لابسة إيه الأول.
اللى عجبنى فى الموضوع ده إن فى ولاد مستعدة تدافع عن البنت فى حالة التعرض ليها, حد مسكها ضربها وكل ما يمس جسدها,
واللى ضايقنى بس لم يصدمنى إن الولاد مش شايفين إن التحرش اللفظى ده مشكلة تستحق إنهم يدافعوا فيها عن البنت إلا لو كانوا يعرفوها. طب بجد اشمعنى ؟ والبنات التانية عادى, ولا انت بتدافع هنا عنها ليه أصلا ؟ عشان كرامتك ؟ وكرامة اى بنت تانية, فين ؟ فين المبدأ هنا ؟

مش هقعد أرغى واقولك قد إيه التحرش اللفظى بيوجع, وقد إيه الواحدة مننا بتحس إنها متهانة ومسلوبة الحق والإرادة, عشان بس عارفة إنها لو قررت ترد على حيوان بيعاكسها الموضوع فى الآخر هيتقلب لضدها مش ليها, مش هقولك إن كل ما حد بيقول كلمة بيبقى هاين على كل واحدة فينا انها تشتمه وتهزأه وتقلع اللى فى رجليها وتديه على دماغه, ولا تلفله وتديله قلمين على صداغه, بس مابتعملش كده, عشان محدش هيقف جمبها ساعتها, يا إما الناس هتسيب كل حاجة وتمسك فى شكلها ولبسها, يا إما هيقولولها خلاص يا بنتى بلاش فضايح ده واحد مريض تعملى عقلك بعقله ؟
وفيها إيه لما أعمل عقلى بعقله ؟ ما مريض يتعالج, ليه يتساب على بنات الناس فى الشارع, ليه المفروض اتحمل كل ده واسكت, ليه طول مانا ماشية فى الشارع أبص شمال ويمين وورا وقدام واسمع فى قلة الدب وكلام واعمل نفسى عبيطة مش واخدة بالى.

الموضوع بجد يحزن, ويتعب ويقهر, لدرجة إنى ساعات من كتر ما بسمع كلام فى الشارع بقعد أبص على لبسى واشوف طب هو انا فيا إيه غلط, وانا آه مش محجبة بس نوعا ما لبسى طويل ومحترم, مع إنى مبحبش التصنيف على الأساس ده, بس بجد بقيت بحس إنى متعرية, وكل واحد من حقه يقول اللى هو عايزه عشان ببساطة مفيش رادع, ولا حتى منى انا.
طب ما زمان كانت كل البنات بتلبس قصير وعادى ونسبة المحجبات قليلة جدا, والتحرش مكانش موجود تقريبا, لكن دلوقتى تحس إن كل البنات بيتعاكسوا ولا كإنهم عارضين نفسهم للبيع.
ليه لما ابقى واقفة عشان أوقف تاكسى ولا اى حاجة, الاقى غربية بتعدى وبتزمرلى ولا كإنها هتشقطنى, ولا اما امشى ادور على حاجة فى الشارع ما بين الخطوة والتانية أسمع ما لذ وطاب من الكلمات والإيحاءات والتلقيحات, بجد ليه ؟ 
ليه أبقى نازلة كل مرة وشايلة هم إن لو حد بقى حال يقربلى مش بس يكلمنى نا هعمل فيه إيه, بجد مش بعيد إنى ممكن أموته فى إيدى.

نيجى بقى لأهم نقطة فى الموضوع, خصوصا إن الموضوع ده زاد جدا وبشكل ملحوظ فى الفترة الأخيرة, ومن خلال قراءاتى لكلام البنات عن الحوادث اللى حصلتلهم من تحرش فى الشارع وتحت البيت وفى الجامعة وفى المواصلات, اكتشفت إن بجد الموضوع لا يمكن اقتصاره فقط على " الحيوان " اللى بيتحرش, الموضوع أصبح أشبه بعادة مجتمعية مشبعة بالسلبية العجيبة.
زمان لما كان بيحصل تحرش بيبقى غالبا لو البنت ماشية لوحده فى شارع مفهوش ناس أوى أو مضلم حبتين, بس دلوقتى الموضوع بقى عينى عينك كده, الواحد بيعاكس والناس واقفة بتتفرج, ولا حد بيقول عيب ولا نيلة ولا حتى بيحاول يتصرف, وفى طبعا اللى بيقفوا يحسبنوا على " البنت ", والأدعى بقى إنك تلاقى ناس واقفة بتضحك.
بتضحكوا على إيه والنبى ؟ على خيبتكو ؟ والله العظيم أما بقيت اقرا إن فى واحد اتخانق عشان بنت بتتعاكس بقيت بستغرب, واقول ياااه هو لسة فى ناس زيك كده ؟ تخيل لما يبقى الصح عجيب وغريب ونادر " جدا ".

نهايته, عزيزى المتحرش انت بجد والله العظيم صعبان عليا, عشان انت حقيقى مريض ومش هقول إنسان عشان انت اللى زيك أصلا مايستاهلهاش, واحنا كبنات تعبنا وطهقنا ومابقاش عندنا مانع نرتكب جريمة بسببكم بس ناخد حقنا منكم لعل وعسى تتعظوا وتبطلوا القرف ده,
أما بالنسبة لعزيزى المبرراتى, فانت وأمثالك ليكو مكان مخصص فى الجحيم, فمش هاضيع وقتى معاك,
والأخ اللى بيضحك ولا بيشوف ويسكت ويقول وانا مالى, اوعى تفتكر إن عشان انت ماتحرشتش بيها تبقى أحسن منه, لا أحب أقولك إنك فى نظرى وعذرا على اللفظ " أوسخ منه ", مش هقولك عشان الساكت عن الحق شيطان اخرس, بس عشان انت واجبك انك تحمى أى بنت تشوفها, عشان البنت دى عرض, والعرض يعنى شرف, والشرف علموهولنا فى المدارس إنه أهم حاجة ندافع عنها,
وأخيرا إلى السادة الأفاضل اللى دافعوا وبيدافعوا ومستعدين يدافعوا عن البنات, بارك الله فيكم وربنا يكتر من أمثالكم والله,
وإلى كل بنت أنا بجد شايفة إن احنا خلاص لازم نبطل فكرة ان لما حد يعاكس نسكت لحسن يتمادى, لازم ناخد حقنا بإدينا, وكفاية كسوف وسكات لحد أما نشوف إيه آخرتها.


                                                                                                          -سلمى عبدالوهاب-

هناك 3 تعليقات:

  1. بصى يا سلمى انا جاوبت على سؤالك اللى على facebook من قبل ما أقرأ المقال بتاعك و قلت انى مستعد ادافع عن أى واحدة معرفهاش سواء تحرش لفظى أو جسدى لأن الموضوع ده فعلا بيحسسنى ان الناس خلاص بقت ماشية فى الشارع مش عارفة تتحكم فى غرائزها بقوا زيهم زى الحيوانات بالظبط..بجد انا متفق معاكى فى كل حاجة قلتيها..ملعون المتحرش على اللى بيبررله على اللى بيضحك على اللى واقف مبيعملش حاجة..أحب بس أضيف حاجة كمان انا شايف ان معظم البنات اللى بيحصلهم الموضوع ده عندهم قدر من السلبية..لازم يبقى فيه Action تروح تعمل محضر أو أى حاجة لأن لو كل واحدة عملت كدة الظاهرة دى هتقل و لكن بقى معظمهم بيقولوا خلينا ساكتين و بلاش فضايح كأنها هى اللى غلطانة...المفروض برضو يبقى فيه توعية و يكون الوازع الأخلاقى و المبادئ هى الحاجة الرئيسية اللى بتمنع الظاهرة دى و من بعدها تيجى القوانين و التشريعات..فى النهاية شكرا بجد و ربنا يكتر من أمثالك (:

    ردحذف
  2. المشكلة مش مشكلة مرض نفسي ولا مشكلة لبس .. المشكلة مشكلة ثقافة شعب .. والثقافة اصبحت مصادرها ملوثة .. مفيش اختلاف ان احنا شعب بياخد ثقافته من الاعلام .. سواء تلفزيون او مسرح او سينما.. يعني البنت اللي مش محجبة ولا لابسة ضيق ولا حتى ماشية عريانة في الشارع ايا كان ده عمره مايكون مبرر انك تتحرش بيها .. لكن زي ما قلت هو الاعلام .. بمعنى لو نفتكر زمان ايام الستينات كنت ممكن تمشي في الشارع ماتلاقيش بنت مش هقول محجبة لا ماتلاقيش بنت لابسة تحت الركبة وافلام الفترة دي كانت بتعكس ده.. بس ماكانش في حد بيتحرش بيها .. تبص عالافلام تلاقي يجيبلك موقف واحد بيعاكس واحدة الناس بيتلموا عليه وبياخد علقة موت ولا ابوه بيحلقله شعره ولا ولا .. يعني كانت ثقافة ضد التحرش .. لكن لما ييجي الشاب او المراهق يتفرج على واحد تافه زي تامر حسني بيعتبره قدوة للاسف ماشي يخبط على مؤخرات البنات ولا ماشي ورا زينة ويشاور على مؤخرتها و يقولها احلى حاجة فيكي هي دي طييييي..بة قلبك.. وغيرها من السخافات .. ولا يجبلك شاب بيعاكس بنت والناس بتسقفله وتصفر ..وافلام بتعلم الولاد ازاي يشقط بنت من الشارع وازاي يعاكسها وازاي يلمسها .. وافلام كلها مواقف من هذا القبيل هيتعلم ايه المراهق غير ان دي روشنة وان البنات بتحب كده ..بالظبط زي ظاهرة انهيار هيبة المدرس اللي ما بداتش تظهر غير بعد مدرسة المشاغبين اللي كنا بنتفرج عليها ونكركر ونضحك واحنا مش مستوعبين انها اثرت على اخلاق اجيال ولحد دلوقتي لسة نفس الافيهات والحركات بتاعة المسرحية بيستخدموها الطلبة عشان يتمسخروا على المدرسين .. فلازم نعترف ان ثقافتنا في انحدار ونحاول نركب جلدة للحنفية اللي بتنقط وساخة بدل ما نحط تحتها جردل ونفتكر اننا كده حلينا المشكلة.. مش تيجي قناة تعرض ندوة عن الحد من ظاهرة التحرش وبعد الندوة نفس القناة تعرض فيلم بيشجع على التحرش يبقى احنا بنضحك على نفسنا .. ده شعب بياخد ثقافته من السبكي

    ردحذف

المتابعون