السبت، 17 ديسمبر 2011

علاء ماماتش

" كنت بتفرج على أهالى الشهدا و اعيطلهم , عمرى ما تخيلت انى هكون واحدة منهم " هكذا كانت والدة الشهيد علاء عبدالهادى تحادثه عندما ذهبت إلى مستشفى القصر العينى للتعرف على جثته و التأكد من هويته.

علاء عبدالهادى هو طالب بالفرقة الخامسة فى كلية طب عين شمس, مات شهيدا جراء طلقة نارية دخلت عن طريق فتحة الأنف و خرجت من الجهة الخلفية للجمجمة. كان ينزل إلى ميدان التحرير منذ اندلاع ثورة الخامس و العشرين من يناير , بصفته ثائر حق يريد الخير لبلاده و أن يعيش فيها كريما مرفوع الرأس, و أيضا كطبيب فى المستشفى الميدانى يساعد فى تضميد الجرحى و إسعاف المصابين, و فى الكلية لم يتوانى عن تقديم خدماته لغيره من الطلبة, و له العديد من الأنشطة الطلابية و غيرها الكثير من الأشياء التى تنفى عنه صفة كونه "بلطجى".

ربما لم يعرف معظمنا علاء, و لكن رؤيته قد أبكت قلوبنا و أثارت مشاعرنا و انهمرت دموعنا فى غضب متسائلين لماذا, فكيف لمثل هذا الشاب أن يموت و هو لا يزال فى مقتبل العمر, ينتظره الغد فأقبل عليه الموت فجأة ليأخذه من دنياه إلى مثوى هو أفضل و أعلى.
لم يتخيل يوما أن تكون هذه نهايته, أن يضع الكل صورته حزنا عليه, أن يحضر الكثير جنازته, أن يخرج المتظاهرون فى مسيرة يهتفون باسمه مطالبين بحقه محتجين على موته.

و بعد كل ذلك نجد من لا يزال يصم من فى التحرير بالخيانة, و من يبرر ضربهم, و من ينكر قتلهم.
و هنا يأتى السؤال, إلى متى سنظل نجد من يتهم الثوار بالبلطجة لمجرد اختلافنا معهم, إلى متى سنظل نرى من يرى أن المجلس العسكرى هو حامينا اللى بيحمينا, إلى متى سنظل نسمع من يقول " أصلهم يستاهلوا ".
أصلهم يستاهلوا فعلا لأنهم تساهلوا عن حقوقهم و صدقوا الهتافات التى دوت فى آذانهم و علقت فى أذهانهم, و لو فضلنا ساكتين, شوية و هيجرالنا اللى جرالهم و هنبقى ساعتها بجد نستاهل اللى جرالنا.

قتلوا الشيخ و الطالب و الدكتور, كم يلزمكم من القتلى كى تفيقوا من غفلتكم و تعوا أن كل ما يحدث حولنا ما هو إلا مسلسل طالت حلقاته, تدور فى عجلة الإنتاج و شرعية الانتخابات من أجل وهم الاستقرار.
الاستقرار فى إيدنا مش حد تانى و بإيدنا هنرجع حق اللى راحوا,علاء كان عنده حلم و احنا اللى هنحققه, و لو النهاردة مات علاء, بكرة يطلع مليون علاء, عشان هو عايش جوة كل واحد فينا لسة ماماتش, و يوم ما علاء يموت يبقى احنا السبب.

فإلى العلاء يا علاء, و إن العين لتدمع و إن القلب ليحزن و إنا على فراقك لمحزونون و لا نقول إلا ما يرضى ربنا إنا لله و إنا إليه راجعون.


سلمى عبدالوهاب

هناك تعليقان (2):

  1. إنا لله و إنا إليه راجعون.

    ردحذف
  2. انا لله وانا إليه راجعون وحسبنا الله ونعم الوكيل.. !!

    ردحذف

المتابعون