الثلاثاء، 15 مايو 2012

كنوع من التغيير

قررت إنى هكتب المرة دى باللغة العامية, مش عارفة ليه, يمكن عشان زهقت من إنى لازم أنمق طريقتى فى الكلام واراعى بقى النحو واللغة والبلاغة وكل حاجة ليها علاقة بالكتابة. أو يمكن عشان عايزة الكلام يوصل بطريقة مختلفة من غير ماتفكروا أنا قصدى إيه أو عايزة إيه من كل اللى قلته, أو يمكن عشان زى ما قلت فى البداية خالص كنوع من التغيير.

نيجى للمهم بقى, وسيبكوا من الهرى اللى فى الاول ده, هسألكو سؤال ومتحاولوش تجاوبوا عليه, طب ليه بسأله؟ مانا قلتلكو مش عايزاكو تفكروا فى اى حاجة, ريحوا دماغكوا عالآخر. 
السؤال بقى : هو انت بتعمل ايه فى حياتك ؟ زهقت طيب ؟ طب لو زهقت, فكرت تغير اى حاجة فى حياتك تخرجك من موود الزهق ده ؟
مش عايزاك ترد, ولا انا هرد حتى.

 بس أصل انت لو طالب فانت اكيد حياتك كلها مذاكرة ومشاريع وأبحاث وتسليم وامتحانات لحد ما بقيت عامل زى التور اللى ربطوه فى الساقية, ده غير طبعا احساس اللامبالاة العام اللى بيصيبنا كلنا من كتر الحاجات اللى ورانا قد كده ومبقيناش عارفين نلاحقها منين ولا منين, ناهيك طبعا عن ضغط الأهل الطبيعى لمل مش بيشوفوك بتذاكر, مع ان نفسك والله تذاكر, يعنى النية موجودة والحمد لله بس النفس بقى, و بعدها توصل لمرحلة الخنقة من كتر الزهق, وكل اللى حواليك يبدأ يديك فى نصايح غالبا ما بيثبت فشلها فعشان كده حتى مش هفكر اقولها واسردها, بس دايما الناس كلها بتجمع على إن الواحد لازم يغير جو, يخرج ويتفسح و يرجع عنتر زمانه ياكل الكتب أكل عشان كده نفسه هتكون اتفتحت على المذاكرة, أحيانا الطريقة دى بتنفع بس عمرها ما كانت هى الدافع ان الواحد يعمل حاجة.
اما لو انت بتشتغل, بالنسبة لانى مبشتغلش لسة فأكيد مش هعرف اتكلم صح, بس اكيد الموضوع مش هيفرق كتير, اكيد حياتك كلها هتكون بتدور فى ساقية بردو بس يمكن مختلفة شوية من روتين لمدير مطلع عينك مثلا للمشوار اللى طهقت منه للناس نفسها اللى بتشتغل معاك ده بغض النظر عن ماهية الشغل نفسه, إلى آخره. المهم انك بتزهق وشوية بردو وهتقلب بخنقة ويا سلام بقى لو حد جه رخم عليك, هيبقى يومه مش فايت.
نخلص من ده كله ان اى حد بيزهق, لازم يزهق من روتين الحياة اليومى اللى هو عايشه حتى لو بيعمل اكتر حاجة بيحبها فى الدنيا, هتقولولى لا فى ناس مستمتعة بكل دقيقة من حياتها, هتستغربوا جدا لو قلتلكو ان الناس دى غالبا بتزهق بردو من جو المتعة اللى علطول عايشاها ده, زيها زى اى حاجة فى الدنيا كترها مش حلو, عشان كده لازم ناخد فاصل من المتعة بزهق وبعدين نرجع من تانى وهكذا.

لكن الغريب بقى انى اكتشفت ان احنا طاقتنا لاستحمال الزهق غريبة. ازاى يعنى ؟ 
هقولك, انت مثلا لو كل يوم بتخرج مع صحابك ومبسوط وبتاع, شوية شوية هتلاقى نفسك مش عاوز تخرج, زهقت. فتقعد فى البيت فترة, تبدأ تزهق, تقرر انك تخرج تانى تلقائى هتحس انك زهقان حتى مالحاجة اللى هتبسطك, فتزهق اكتر, وتبدأ بقى تفكر فى ايه ممكن تعمله عشان تخرج من الموود ده, تسال صحابك انا زهقان طب اعمل ايه فتلاقى الرد وانا كمان زهقان, يادى الخيبة, و هكذا وتلاقى بقى كل حاجة فى الدنيا بتزهقك اكتر منتا زهقان, زهقتكوا, صح؟ معلش استحملونى جايالكو فى الكلام أهو.
احنا مشكلتنا كلها تكمن فى طاقتنا السلبية للاستسلام لحالة الزهق دى, بنكسل نعمل اى حاجة حتى مجرد التفكير فيه, مع انك لو بصيت للموضوع بطريقة ابسط من كده هتلاقى الدنيا كويسة وسهل انك تخرج من اى حاجة, بس احنا غاويين نكلكع الأمور, عايزين نخرج نفسنا بس بحاجة كبيرة, مع ان فى حاجات كتيرة جدا وحلاوتها فى بساطتها لو عملتها هتحس بقمة المتعة والسعادة انشالله حتى لمدة ساعتين, ده إنجاز فى حد ذاته.

طب تعمل ايه؟ اعمل كل حاجة انت بتحب تعملها, طب مانتى لسة قايلة انى زهقت منها دى كمان, آه بس لما تعملها بطريقة مختلفة هتفرق, وطبعا يبقى خير وبركة لو عملت حاجة جديدة تماما, بس انا بابتديلك بالسهل يعنى.

بص يا سيدى, لو انت واحد غاوى خروج, اخرج لوحدك واتمشى فى الشارع, اتفسح مع نفسك, على فكرة هى كمان نفسها تخرج من اللى هى فيه ده, راعيها شوية, متجيش عليها دايما عشان خاطر خروجة مع صحابك, مش عاجبك الحل ده, اخرج مع ناس تانية غير اللى متعود تخرج معاهم, مع ناس بقالك كتير اوى مشفتهمش, وانتو قاعدين سوا بتحكوا هتسمع حاجات جديدة او يمكن تفتكر ذكريات قديمة تفطسك مالضحك, اخرج مع اختك او اخوك وقوللهم انكو بقالكو كتير ما قعدتوش مع بعض, اخرجى مع مامتك واعزميها على اى حاجة انشالله كوباية عصير هتفرق معاها بجد و هتحس بحنيتك, اخرج مع ابوك واقعدوا فى اى حتة واتكلموا مع بعض راجل لراجل كده هيحس انك كبرت.

لو غاوى قراية, فكك من كل الكتب اللى عندك دى, مش لازم تاخد كل حاجة جد كده, انزل هات مجلة ميكى الجديدة واقراها, ولما تخلصها دعبس عندك فى الأوضة على أى أعداد قديمة واقعد اقراهم, هتفتكر القصص وانت بتقراها, هتفتكر نفسك وانت صغير لما كنت بتستنى كل يوم أربع عشان تجيبها, ولو ليك فى الكتابة او حتى ملكش بس اكيد ليك كتابات متنطورة كدة فى كراسة ولا حاجة, طلعها واقرا انت كنت كاتب ايه زمان, ياه هتضحك اوى وهتبص لنفسك فى الكلام اللى مكتوب وتشوف قد ايه انت كبرت.
قوم اتفرج على فيلم كارتون, او ادخل فيلم كارتون فى السينما, غالبا هتلاقى نفسك اكبر واحد فى القاعة بس مش مهم, انسى السن دلوقتى, وطلع الطفل اللى جواك قبل ما يموت, لو لقيت عيال بتلعب كورة رخم عليهم والعب معاهم شوية, هات مصاصة ولو عندك اخوات صغيرين هاتلهم هم كمان وكلوها سوا.

انزل قص شعرك أو قصيه واعمل فيه حاجة جديدة حتى لو مش عاجباك اوى عشان لما يرجع لطبيعته تانى تتبسط, هات لبس جديد, البس حتى لون مش بتحبه وشوف رد فعل الناس ايه غالبا هتحبه بعد كده, انزل وانت متشيك على سنجة عشرة, او انزل من غير مايفرق معاك شكلك ولا شعرك, غير نوع المزيكا اللى بتسمعها, ولا بلاش اسمع البوم قديم اوى كنت بتحبه, دور فى البومات الصور على نفسك وانت صغير وشوف شكلك اتغير ازاى, هتقعد تضحك بقى على منظرك كان عامل ازاى واللبس اللى كنت لابسه, ولقطات ليها ذكريات معينة وصور ليها معانى خاصة جدا بالنسبة لك.
تنازل عن الأكل النضيف شوية وانزل كل من على عربية فول او كشرى, واشرب كوباية عصير قصب ولا عرقسوس, هات كوز درة فى الصيف ولا بطاطا سخنة فى الشتا, اشرب حاجة ساقعة من الإزازة واستنى عند الكشك لحد ماتخلصها عشان الرهن حقيقى ليها طعم تانى.

قلب كده فى نمر موبايلك هتلاقى حد من زمان مكلمتوش, اتصل بيه واساله عامل ايه هيتبسط, قول لمامتك وانت نازل مش عايزة حاجة من تحت وتطوع وهاتلها طلبات البيت, كلم قرايبك وقوللهم نتقابل, لو فى حاجة بتحبها هات منها للى فى البيت عندك وشاركهم.
وانت ماشى فى الشارع فجأة خدها جرى, ولو معاك حد سابقه وشوفوا مين اللى هيوصل الأول, انزل سوق العربية وادخل فى شوارع مدخلتهاش قبل كده واكتشف اماكن جديدة عندك فى المنطقة, وانت فى بيتك غنى بصوت عالى واقعد دندن مع نفسك كده ولو معاك حد غنوا سوا وطلعوا كل طاقاتكو الفنية بقى, هتحسوا انكو ولا حليم فى زمانه مع ان صوتكم نشاز بس مش فارقة المهم تغنوا وتتمزجوا بنفسكوا, وبعد ماتخلصوا هتقعدوا تضحكوا على نفسكو, كل فين وفين اتصور فيديو مع صحابك وانتو بتهزروا وبتتكلموا وبتضحكوا وبعد فترة نزله, وخليهم كلهم يتفرجوا عليه, الضحك هيكون للصبح بقى.

مش عارفة ايه تانى ممكن يتقال, لو قلت كل اللى فى بالى مش هخلص, بس خلاصة الكلام اعمل اى حاجة وكل حاجة بطريقة مختلفة, متسيبش نفسك للزهق, مش هتخسر حاجة لو خرجت من سجن الروتين ولو ساعة, لإن اى حاجة ممكن تفرق معاك المهم متفكرش فيها كتير, وافتكر دايما انك ممكن تعمل اى حاجة كنوع من التغيير.


للتواصل : https://www.facebook.com/Salma6491


                                                                                                                                  سلمى عبدالوهاب 


الأربعاء، 2 مايو 2012

كلاكيت . . كام مرة !

كل مدى يثبت لنا المجلس العسكرى إن التكرار ما بيعلمش الحمار ولا حاجة, مستخدما نفس الأساليب الرخيصة فى فض أى اعتصام أو تفريق أى مظاهرة أيا كانت مطالبها -فهى فى النهاية حق مكفول للجميع طالما " سلمية "- اعتقادا منه أن ذلك سوف يثبط من عزيمة المتظاهرين او المعتصمين, و يجعلهم يعدلون عن موقفهم و من ثم يعودون إلى مساكنهم يجرون أذيال الخيبة ليظهر المجلس العسكرى فى صورة الملاك الحارس " اللى حمى الثورة " لحد ما قرَب يجيب أجلها.

العجيب فى الامر, أن ذلك لم يحدث ولا مرة, ففى كل مرة يبدأ اعتصام سلمى إما ينتهى بالاستجابة للمطالب -تسكينا للشعب- أو فض الاعتصام بطريقة وحشية عن طريق إطلاق البلطجية و كلاب الداخلية, و بعد ان تشتد الاشتباكات و يصبح العنف متبادلا من الطرفين, ليخرج لنا المسئولون فى كل وسائل الإعلام معلنين استياءهم مما يحدث مجيبين ب " معندناش خرطوش و معندناش قناصة ", و الطرف التالت بردو مفيش مانع, و من ثم يخرج لنا المجلس العسكرى برسالة تأسف و تشجب و تدين, و كعادة الأفلام المصرية القديمة يأتى البطل المغوار فى آخر الفيلم لينقذ البطلة, ليطل علينا المجلس العسكرى -بعباءة باتمان- يلم البلطجية و المعتصمين يروحوا بيتهم, و اللى يحب النبى يصقف . . زا إند.

تكرار تلك الأحداث جعل من المسرحية الهزلية مسلسلا باءت كل حلقاته متوقعة حتى من قبل ان تحدث, و هذا بالظبط ما حدث فى الايام القليلة الماضية فى أحداث وزارة الدفاع, مع اختلاف المكان, فقط. و ربما هذا ما يقلقنى تلك المرة, فجميع الاعتصامات التى تم فضها قبلا عن طريق استخدام العنف كانت إما فى ميدان التحرير, شارع محمد محمود و ماسبيرو و غيرها من الميادين فى مختلف انحاء الجمهورية,  مستغلين ذلك الوضع فى إبعاد الشبهات عنهم, أما عندما يأتى الامر لوزارة الدفاع فإن الوضع قد يصبح أكثر حساسية لدرجة أننى كنت كلما أشارك فى مسيرة لوزارة الدفاع أطمئن غلى انه لن يحدث هناك أى نوع من أنواع الاشتباكات المعروفة فى أى مظاهرة, فقط حفاظا من المجلس العسكرى على صورته امام جموع الشعب.

و لكن ما يحدث الآن هو على النقيض تماما, فقد بدأ اعتصام "اولاد ابو اسماعيل" سلميا أمام وزارة الدفاع مطالبين بمطالب عامة نطالب بها جميعا منذ انتهاء الثورة و ليست مطالب فئوية كما يدعى البعض, و سواء أاختلفت أو اتفقت معهم فى ذلك فهم حقهم, فلك الحرية ألا تشاركهم و لكن ليس لك الحق فى أن تنتقدهم, فلم يعيرهم أحد اى اهتمام, ليدخلوا من بعد ذلك فى اعتصام مفتوح فينضم إليهم الكثير من قوى  الشباب الثورى و حركات مثل 6 أبريل و الألتراس و العديد من النشطاء السياسيين, لترتفع أصواتهم بالهتاف " يسقط يسقط حكم العسكر ", مما اثار حفيظة المجلس العسكرى ليخرج اللواء الروينى فى اليوم التالى متوعدا إياهم بفض الاعتصام, ليتم التنفيذ ليلا و نرى جموع البلطجية و الشبيحة تحيط بالمعتصمين أمام وزارة الدفاع, و يبدأون فى إطلاق الخرطوش و تستمر الاعتداءات حتى الصباح, و تهدأ الاوضاع لتبدأ ليلا مرة أخرى و تحدث إصابات بين صفوف المعتصمين و يشيع الهرج و المرج بينهم, فتخرج الاشتباكات بعيدا عن نطاق الوزارة لتصل إلى جامع النور بالعباسية, فينضم أهالى العباسية إلى المعتصمين يمدونهم بالمئونات و الاسعافات الأولية اللازمة.

كل هذا و لم يخرج لنا المجلس باى رسالة, و لم يحرك أحد منهم ساكنا إزاء ما يحدث, و على الجانب الآخر نعود لنستمع إلى نغمات " و هم ايه اللى وداهم هناك أصلا, ده مش وقت اعتصامات, فين ابو اسماعيل ييجى يلم عياله, منكم لله خربتوا البلد, يستاهلوا اللى بيجرالهم ", و الثوار أصبح الكثير منهم ضد الاعتصام لسببه و معه لكُنِه, و من ثم تبدأ ليلة المعركة الكبرى.
فبعد أن انتهى المعتصمون من عرض عسكر كاذبون, فوجئوا بهجوم مكثف من قِبَل البلطجية بقنابل الغاز و الملوتوف, مسلحين بأسلحة آلية و رصاص حي, يضربون فى المعتصمين و يعملون على إثارتهم, يخربون و يحرقون, يثيرون الذعر فى المنطقة و لا يزال الثوار صامدون, و يتوالى الجرحى فى السقوط و يبدأ حمام جديد من دماء الشهداء, و من بعد ذلك يستنفرون وجود سلاح بين المتظاهرين دفاعا عما تبقى من أنفسهم.

فإذا كنتم تتساءلون من أين لهم هذا, فالأولى بكم أن تسألوا من أين لكل هؤلاء البلطجية و الرعاع ذلك الكم الهائل من الأسلحة, من أين لهم الأمان و ليس من رادع لهم, أين الجيش و الشرطة التى من المفترض أن تحمينا, أين نحن من هؤلاء, أين الضمير الذى استباح دماءنا و جعلنا أرخص من التراب, و فى صالح من و لم, ألهذه الدرجة صرنا بضاعة بخسة الثمن فى سوق العبيد, و العجيب انك لا زلت ترى من يدافع عن المجلس العسكرى بعد ان أصبح كل شئ واضحا و على عينك يا تاجر و اللى ما يشترى يتفرج, فالحق نفسك قبل ما ييجى الدور عليك.

أنا كده قلت اللى عندى, سلام.

                                                                                                                                         سلمى عبدالوهاب

للتواصل : https://www.facebook.com/Salma6491


المتابعون