الأربعاء، 2 مايو 2012

كلاكيت . . كام مرة !

كل مدى يثبت لنا المجلس العسكرى إن التكرار ما بيعلمش الحمار ولا حاجة, مستخدما نفس الأساليب الرخيصة فى فض أى اعتصام أو تفريق أى مظاهرة أيا كانت مطالبها -فهى فى النهاية حق مكفول للجميع طالما " سلمية "- اعتقادا منه أن ذلك سوف يثبط من عزيمة المتظاهرين او المعتصمين, و يجعلهم يعدلون عن موقفهم و من ثم يعودون إلى مساكنهم يجرون أذيال الخيبة ليظهر المجلس العسكرى فى صورة الملاك الحارس " اللى حمى الثورة " لحد ما قرَب يجيب أجلها.

العجيب فى الامر, أن ذلك لم يحدث ولا مرة, ففى كل مرة يبدأ اعتصام سلمى إما ينتهى بالاستجابة للمطالب -تسكينا للشعب- أو فض الاعتصام بطريقة وحشية عن طريق إطلاق البلطجية و كلاب الداخلية, و بعد ان تشتد الاشتباكات و يصبح العنف متبادلا من الطرفين, ليخرج لنا المسئولون فى كل وسائل الإعلام معلنين استياءهم مما يحدث مجيبين ب " معندناش خرطوش و معندناش قناصة ", و الطرف التالت بردو مفيش مانع, و من ثم يخرج لنا المجلس العسكرى برسالة تأسف و تشجب و تدين, و كعادة الأفلام المصرية القديمة يأتى البطل المغوار فى آخر الفيلم لينقذ البطلة, ليطل علينا المجلس العسكرى -بعباءة باتمان- يلم البلطجية و المعتصمين يروحوا بيتهم, و اللى يحب النبى يصقف . . زا إند.

تكرار تلك الأحداث جعل من المسرحية الهزلية مسلسلا باءت كل حلقاته متوقعة حتى من قبل ان تحدث, و هذا بالظبط ما حدث فى الايام القليلة الماضية فى أحداث وزارة الدفاع, مع اختلاف المكان, فقط. و ربما هذا ما يقلقنى تلك المرة, فجميع الاعتصامات التى تم فضها قبلا عن طريق استخدام العنف كانت إما فى ميدان التحرير, شارع محمد محمود و ماسبيرو و غيرها من الميادين فى مختلف انحاء الجمهورية,  مستغلين ذلك الوضع فى إبعاد الشبهات عنهم, أما عندما يأتى الامر لوزارة الدفاع فإن الوضع قد يصبح أكثر حساسية لدرجة أننى كنت كلما أشارك فى مسيرة لوزارة الدفاع أطمئن غلى انه لن يحدث هناك أى نوع من أنواع الاشتباكات المعروفة فى أى مظاهرة, فقط حفاظا من المجلس العسكرى على صورته امام جموع الشعب.

و لكن ما يحدث الآن هو على النقيض تماما, فقد بدأ اعتصام "اولاد ابو اسماعيل" سلميا أمام وزارة الدفاع مطالبين بمطالب عامة نطالب بها جميعا منذ انتهاء الثورة و ليست مطالب فئوية كما يدعى البعض, و سواء أاختلفت أو اتفقت معهم فى ذلك فهم حقهم, فلك الحرية ألا تشاركهم و لكن ليس لك الحق فى أن تنتقدهم, فلم يعيرهم أحد اى اهتمام, ليدخلوا من بعد ذلك فى اعتصام مفتوح فينضم إليهم الكثير من قوى  الشباب الثورى و حركات مثل 6 أبريل و الألتراس و العديد من النشطاء السياسيين, لترتفع أصواتهم بالهتاف " يسقط يسقط حكم العسكر ", مما اثار حفيظة المجلس العسكرى ليخرج اللواء الروينى فى اليوم التالى متوعدا إياهم بفض الاعتصام, ليتم التنفيذ ليلا و نرى جموع البلطجية و الشبيحة تحيط بالمعتصمين أمام وزارة الدفاع, و يبدأون فى إطلاق الخرطوش و تستمر الاعتداءات حتى الصباح, و تهدأ الاوضاع لتبدأ ليلا مرة أخرى و تحدث إصابات بين صفوف المعتصمين و يشيع الهرج و المرج بينهم, فتخرج الاشتباكات بعيدا عن نطاق الوزارة لتصل إلى جامع النور بالعباسية, فينضم أهالى العباسية إلى المعتصمين يمدونهم بالمئونات و الاسعافات الأولية اللازمة.

كل هذا و لم يخرج لنا المجلس باى رسالة, و لم يحرك أحد منهم ساكنا إزاء ما يحدث, و على الجانب الآخر نعود لنستمع إلى نغمات " و هم ايه اللى وداهم هناك أصلا, ده مش وقت اعتصامات, فين ابو اسماعيل ييجى يلم عياله, منكم لله خربتوا البلد, يستاهلوا اللى بيجرالهم ", و الثوار أصبح الكثير منهم ضد الاعتصام لسببه و معه لكُنِه, و من ثم تبدأ ليلة المعركة الكبرى.
فبعد أن انتهى المعتصمون من عرض عسكر كاذبون, فوجئوا بهجوم مكثف من قِبَل البلطجية بقنابل الغاز و الملوتوف, مسلحين بأسلحة آلية و رصاص حي, يضربون فى المعتصمين و يعملون على إثارتهم, يخربون و يحرقون, يثيرون الذعر فى المنطقة و لا يزال الثوار صامدون, و يتوالى الجرحى فى السقوط و يبدأ حمام جديد من دماء الشهداء, و من بعد ذلك يستنفرون وجود سلاح بين المتظاهرين دفاعا عما تبقى من أنفسهم.

فإذا كنتم تتساءلون من أين لهم هذا, فالأولى بكم أن تسألوا من أين لكل هؤلاء البلطجية و الرعاع ذلك الكم الهائل من الأسلحة, من أين لهم الأمان و ليس من رادع لهم, أين الجيش و الشرطة التى من المفترض أن تحمينا, أين نحن من هؤلاء, أين الضمير الذى استباح دماءنا و جعلنا أرخص من التراب, و فى صالح من و لم, ألهذه الدرجة صرنا بضاعة بخسة الثمن فى سوق العبيد, و العجيب انك لا زلت ترى من يدافع عن المجلس العسكرى بعد ان أصبح كل شئ واضحا و على عينك يا تاجر و اللى ما يشترى يتفرج, فالحق نفسك قبل ما ييجى الدور عليك.

أنا كده قلت اللى عندى, سلام.

                                                                                                                                         سلمى عبدالوهاب

للتواصل : https://www.facebook.com/Salma6491


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

المتابعون