السبت، 5 مارس 2011

إحنا آسفين يا صلاح


لا تسألنى من هو صلاح لأننى ببساطة حتى الآن لا أعرف من هو صلاح , فهو مجرد " إكس "على رأى أحمد شفيق .

مع احترامى لكل صلاح فى هذا البلد إلا أنه إذا ظللنا نتأسف لكل من أساء إلينا فى هذا البلد فلن نرى هذا الصلاح أبدا.
بدءا من الرئيس المخلوع لأنه رجل كبير فى السن و له تاريخه الذى ىشهد له , مع العلم أننى لا أعلم ما هو تاريخه الذى يتحدثون عنه  لكن احتمال يكون تاريخ ميلاده , و لأنه كان يجب ألا يمشى بهذه الطريقة لأن كرامته من كرامتنا , كيف تكون كرامته من كرامتنا إذا كان قد أهان كرامتنا لمدة ثلاثين سنة , ولا وقتها كرامته كانت من كرامة ناس تانية ؟.
و لكن إحقاقا للحق فالرجل لم يخطئ فقد ظل يحكمنا تلك المدة بإرادتنا المغصوبة لأننا لم نرى أحدا آخر أمامه و طبعا هذا لم يكن بيده بل طبقا للدستور الذى قام هو بتفصيله .
و كذلك هو لم يسرق مليما من الشعب و الراجل كان لازم يأمن مستقبل أولاده , حقه .
لذلك كان لا بد من ان نتأسف له على كل تلك السنين , تقديرا لجهوده المضنية فى رفع مستوى فرده .

و من ثم انتقالا للفريق أحمد شفيق رئيس وزراء البونبونى الذى أصبح فجأة الكثير يدافعون عنه لمجرد انه رجل مهذب و مؤدب و صوته هادئ و لا يدعى أى شئ بل يفخر دوما بكلمة "معرفش " فى كل حواراته و لقاءاته , متناسين تماما أنه كيف لرئيس وزراء مصر و ميعرفش , و لو انت متعرفش , احنا اللى هنعرف ؟و لو فعلا متعرفش يبقى تسيب المكان لحد يعرف .
و هكذا تكون قد أزلت عنك كل الإحراج و لم تكن ستضطر أن تواجه جموع الشعب الثائر الذى لم تدافع عنه فى بداية ثورته و أهملت فى حقه و أنت تشاهد معركة الجمل لتأتى فى اليوم التالى لتعتذر و تبرر موقفك أيضا ب معرفش من يقف وراء تلك الأحداث , و تتوالى الأحداث و أنت لا تزال فى منصبك لا تعرف شيئا لا عن الدستور ولا عن المعتقلين ولا عن أمن الدولة ولا عن التعذيب داخل أمن الدولة , الحمد لله أنه يعرف إن فى أمن دولة فى الدولة.
و لكن بالطبع يحسب له انه كان طيارا و حارب و قاتل و بنى المطار , لذلك من واجبنا أن نتأسف له , ده المطار يا جدعان.

و أخيرا و ليس آخرا كان لا بد من تقديم الاعتذار لأمن الدولة المتفانى فى أداء عمله و لا ننسى رجال الشرطة لأن وجودهم كان مؤثرا أما غيابهم كان له التأثير الأكبر فهم درع الحماية الواقى الذى لولاه لكان حصل لنا أى حاجة وحشة , فهم لم يتركوا عملهم أثناء تأدية الخدمة و لم يفتحوا السجون و قاموا بتهريب المساجين و تركوا أسلحتهم للبلطجية و نشر الذعر فى البلاد .
ولا هم من أطلقوا الرصاص و قنابل الغاز المسيلة للدموع لفض جموع المتظاهرين , بل على العكس لقد استخدموا أسلحة متطورة إلى درجة كبيرة تصل إلى معرفة المندسين و أصحاب الأجندات الخارجية و بالطبع آكلى الكنتاكى .
لذلك يجب أن نعتذر و نطلب العفو و السماح منهم , دول هما اللى بيحمونا .

سؤالى الآن هو إلى أى مدى سنظل نعيش بنظام " ما لا يدرك كله , يدرك جله "
و إن كفاية قوى لحد كده و إن الحياة لازم تمشى و بتوع الحكومة يشوفوا شغلهم و نستنى هيعملوا إيه و لو معجبناش فميدان التحرير ليس ببعيد
ليه نستنى لما المصيبة تحصل و بعدين نرجع نقول ياريت اللى جرى ما كان.

أتعجب كثيرا من رغبتكم فى التغيير من دون بذل المجهود أو تقديم بعض التضحيات , , للدرجة دى نفسكم قصير ؟
لماذا لا تريدون أن تحصلوا على حقوقكم كاملة لمرة واحدة فى حياتكم 
لماذا تتحججون بأن البلد سوف تضيع هكذا نتيجة لكل الأضرار و الخسائر التالية للثورة , و لكن ماذا عن خسارة الثلاثين السنة البائتة ؟ ألا يكفكم أننا خسرنا حريانا و كراماتنا , و أننا أحياء فقط لنأكل و نشرب و ننام ليس أكثر هذا إن لم يكن أقل 
أم أنكم اعتدتم الذل و المهانة طالما عايشين .

إلى كل من اعتذر لمبارك و قال أنا آسف يا ريس , و شعر بالحزن و الأسى من أجل أحمد شفيق , و كل من طالب بعودة الثوار إلى منازلهم و " اتحايل " على الشرطة لينزلوا إلى الشارع لتأدية أعمالهم و لكل من تأسف ل " صلاح " 
فنحن نقدم لكم اعتذارنا لأننا فهمناكم غلط , إحنا آسفين لأننا اعتبرناكم مثلنا تستحقون الحياة مرفوعين الرأس تتمتعون بالحرية و الكرامة و الديموقراطية 
إحنا آسفين لأننا أخطأنا فى تقديركم و أعطيناكم حقا لا تستحقونه
إحنا آسفين لأن كل من استشهد و أهين و ضرب و أصيب فى التحرير من أجلنا و أنتم للأسف جزء مننا .






                                                                                                                             سلمى عبدالوهاب
لينك المقال المنشور باليوم السابع :
http://www.youm7.com/News.asp?NewsID=365769

الأربعاء، 2 مارس 2011

أنا كنت هناك

أتخيل نفسي منذ الآن و أنا أجلس مع أولادي أحكي لهم عن تاريخ ثورة . . . قامت في الميدان . . . و تطايرت شراراتها إلي كل مكان . . . بدأت بفكرة مثلها مثل أي فكرة و لكنها تلك المرة لم تخبو . . أثارت بداخلنا الكثير حينها و تضاربت الآراء حول تنفيذها . . في بدايتها لم نكن نتوقع لها النجاح و لكننا لم نحكم عليها بالفشل . . أردنا لها أن تتحقق . . و قد كانت . . لقد تحققت و قامت الثورة . . ثورة شباب وجدوا في أنفسهم الرغبة في التجربة لخوض المعركة . . لم يريدوا فقط إبداء أرائهم بل إعلاء أصواتهم . . لم يريدوا أن يتهاونوا في حقوقهم مثلما تهاون أباؤهم و استسلموا لحكمهم . . شباب أرادوا التغيير فتولوا القيام به . . . و في الخامس والعشرين من يناير لعام ٢٠١١ كانت البداية . . .
سأحكي لهم عن ثورة قامت عن طريق الانترنت حيث تم الاتفاق علي الزمان و المكان . . لم يتوقع أحد أن يتظاهر
الكثير و إن حدث فلن تستمر لكثير . . نزل المئات إلي الشارع ينادون بالحرية و شيئا فشيئا تزايدت أعدادهم و توافد عليهم الكثير حتي وصلوا لمئات الآلاف فأصبح الشارع يموج بهم كموج البحر المتعالي ينادون بتغيير الوضع الحالي . .و حين بدأت قوات الأمن عليهم الهجوم لم يلوذوا بالفرار بل زادوا هياجا و صمودا . . واليوم التالي فالتالي يزيدون عددا و وجودا . . والدولة تصمت و تشاهد في ذهول لم تعرف تنطق حتي جاء الجمعة الغاضب . . حشود من كل مكان تتدافع كالنمل الناري الأحمر إذا خرج من مخبأه فلا شئ يمكن أن يوقفه . . وانقلب الشعب علي الحاكم ينادون بإسقاط نظامه و الكل يتابع و يشاهد في جميع أنحاء العالم . . والشعب يكمل مسيرته و الأمن خارت قوته و جاءهم أمر الانسحاب فحدث الانفلات . . و اختلط الحابل بالنابل و الكل يعلم قصته . . .

سأحكي لهم عن شعب تكاتف في الأزمة . . . لم يجد بدا من أن يخرج إلي الشارع لحماية وطن أفسده المسئولين عن حمايته . . كيف انطلق كل شاب و رجل و ولد حاملين ما يدافعون به عن أنفسهم يحرسون منازلهم و بيوتهم و شوارعهم . . كيف عرف الشارع بعضه و اتحدوا علي أمر واحد . . كونوا لجانا شعبية و تحملوا المسئولية و الكل يتابعهم فخرا . . تلمح في عيونهم الحب لهذا البلد و الخوف عليه و تري فيهم الأمل لغد عظيم جلل . .

سأحكي لهم عن شعب تساوت أطرافه فالكل في مكان واحد . . في الشارع لا يوجد فرق بين طبيب أو طالب مهندس أو حارس أستاذ جامعي أو عامل . . كل سويا يتشاركون تنظيف الشوارع صباحا و يسهرون علي حمايتها ليلا . . يتعارفون و يتحاكون و يتناقشون بصوت عالي الوضوح . . فلم يعد أحد يخاف الكلام فالكل يريد إسقاط النظام . . .سأحكي لهم عن شعب لم يقنع و لم يخنع . . لم يكتف بوعود منكوث بها . . فاحتشد الملايين يطالبون بالرحيل معلنين بقائهم فجاء الرد عليهم قاسيا فلم يتقهقهروا بل صبروا و ثابروا و سقط منهم الكثير و زادت الدماء من الثورة اشتعالا . . وتلاحم الطرفين في حرب لم يكن الشعب يريدها و لكنهم هم من بدأوها . . لقد استهانو بشعب ظل صامتا لسنين طويلة ظنوا فيها أنهم أخضعوه وأسكتوه عن الكلام و لكنهم لم يعملوا حساب يوم أن يفك اللجام . .

سأحكي لهم عن شباب سقطوا ضحايا لهذا الفساد نحسبهم شهداء ماتوا و هم مؤمنين بقضيتهم مطالبين بحقوقهم مدافعين عن هذي البلاد . . و شباب لم يتركوا الميدان يوما حتي يتم تنفيذ مطالبهم و يثأروا لإخوانهم حتي لا تهدر دماؤهم . . لأنهم يعلمون أنهم علي حق و أن الحق دائما و أبدا بإذن الله سينتصر . . .

سأحكي لهم كم تأثرنا لرؤيتنا صور الشهداء و كم أبكتنا دموع وائل غنيم حينها فأحيت نفوسا كثيرة و أشعلت في قلوبهم الغيرة . . جعلت الكل يعي معني الوطن . .

سأحكي لهم عن كل من أعرف ممن نزلوا إلي الميدان . . سأحكي لهم عن اليوم الذي نزلت إلي الميدان . . نزلت إلي أرض الواقع و شاركت في الحدث . . عشته حين أحسست بأرض التحرير تنبض بأبنائها و شعرت بخفقان قلبها . . رأيت الناس حرة طليقة لا يخشون شيئا ولا يخافون أحدا . . يهتفون بأعلي صوت فلا يعلو صوت عليهم . . وجدت النظام في الزحام فلا تجد من يضايقك بل كان الكل يحاول أن يساعدك . . فقد اجتمع الملايين من كبير و صغير غني و فقير بنات و نساء شيوخ و أطفال علي هدف واحد . . علي حب هذا البلد . . وإذا نظرت في عيونهم ستري غيرتهم علي بلادهم و عشقهم لها و استعدادهم لبذل الكثير من أجلها و استعادة كرامتها وإعلاء رايتها . . ستسمع أصواتهم تدوي بالهتاف فتهتز الأبدان و ينبض قلبك بحبها و تقوم بترديدها و يعلو صوتك أكثر و تزيد حماستك و تشعر بمكانتك . . بأنك إنسان له كيان لا يهان . . تري اللافتات بما علينا من كلمات تدمع لها أو تبتسم لها لبساطتها و صدقها . . في داخلك تعلم أنك لن تجد مثل هذا الشعب في جماله و طيبته و خفة ظله و تشاركه وتكاتفه في أحلك الأوقات وأشد الأزمات . . ستراهم يغنون ويضحكون يطلقون النكات و يرسمون اللوحات واللافتات . . سيظن البعض أنهم لا يتظاهرون بل هم أبطال صامدون . . فالشعب المصري يحب دوما أن يفرح مهما كان . . و ستري السماء تتلون بالأحمر والأبيض والأسود فتدب فيك الحياة و ترفرف الأعلام عاليا لتتنفس أملا جديدا في الحياة و سيغمرك شعورا بالسعادة لم تعرفه من قبل . . لن أستطيع أن أصف كم يكفيني فخرا أنني مصرية و يكفيني شرفا أنني كنت هناك . .
سأحكي لهم عن مصر . . عن أصالتها و حلاوتها . . عن شعبها الذي غيرها و بدل حالها . . عن ثورة قامت لها لأننا نحبها و لكننا لم نكن نعي مقدار حبنا لها . . سأعلمهم كيف يحبونها . . و سأقول لهم ' إني مكنتش عارفة إني بجد بحبها كده '

 

     
     
     
     
     
     
     
     
     
     
     

المتابعون