أتخيل نفسي منذ الآن و أنا أجلس مع أولادي أحكي لهم عن تاريخ ثورة . . . قامت في الميدان . . . و تطايرت شراراتها إلي كل مكان . . . بدأت بفكرة مثلها مثل أي فكرة و لكنها تلك المرة لم تخبو . . أثارت بداخلنا الكثير حينها و تضاربت الآراء حول تنفيذها . . في بدايتها لم نكن نتوقع لها النجاح و لكننا لم نحكم عليها بالفشل . . أردنا لها أن تتحقق . . و قد كانت . . لقد تحققت و قامت الثورة . . ثورة شباب وجدوا في أنفسهم الرغبة في التجربة لخوض المعركة . . لم يريدوا فقط إبداء أرائهم بل إعلاء أصواتهم . . لم يريدوا أن يتهاونوا في حقوقهم مثلما تهاون أباؤهم و استسلموا لحكمهم . . شباب أرادوا التغيير فتولوا القيام به . . . و في الخامس والعشرين من يناير لعام ٢٠١١ كانت البداية . . .
سأحكي لهم عن ثورة قامت عن طريق الانترنت حيث تم الاتفاق علي الزمان و المكان . . لم يتوقع أحد أن يتظاهر
الكثير و إن حدث فلن تستمر لكثير . . نزل المئات إلي الشارع ينادون بالحرية و شيئا فشيئا تزايدت أعدادهم و توافد عليهم الكثير حتي وصلوا لمئات الآلاف فأصبح الشارع يموج بهم كموج البحر المتعالي ينادون بتغيير الوضع الحالي . .و حين بدأت قوات الأمن عليهم الهجوم لم يلوذوا بالفرار بل زادوا هياجا و صمودا . . واليوم التالي فالتالي يزيدون عددا و وجودا . . والدولة تصمت و تشاهد في ذهول لم تعرف تنطق حتي جاء الجمعة الغاضب . . حشود من كل مكان تتدافع كالنمل الناري الأحمر إذا خرج من مخبأه فلا شئ يمكن أن يوقفه . . وانقلب الشعب علي الحاكم ينادون بإسقاط نظامه و الكل يتابع و يشاهد في جميع أنحاء العالم . . والشعب يكمل مسيرته و الأمن خارت قوته و جاءهم أمر الانسحاب فحدث الانفلات . . و اختلط الحابل بالنابل و الكل يعلم قصته . . .
سأحكي لهم عن شعب تكاتف في الأزمة . . . لم يجد بدا من أن يخرج إلي الشارع لحماية وطن أفسده المسئولين عن حمايته . . كيف انطلق كل شاب و رجل و ولد حاملين ما يدافعون به عن أنفسهم يحرسون منازلهم و بيوتهم و شوارعهم . . كيف عرف الشارع بعضه و اتحدوا علي أمر واحد . . كونوا لجانا شعبية و تحملوا المسئولية و الكل يتابعهم فخرا . . تلمح في عيونهم الحب لهذا البلد و الخوف عليه و تري فيهم الأمل لغد عظيم جلل . .
سأحكي لهم عن شعب تساوت أطرافه فالكل في مكان واحد . . في الشارع لا يوجد فرق بين طبيب أو طالب مهندس أو حارس أستاذ جامعي أو عامل . . كل سويا يتشاركون تنظيف الشوارع صباحا و يسهرون علي حمايتها ليلا . . يتعارفون و يتحاكون و يتناقشون بصوت عالي الوضوح . . فلم يعد أحد يخاف الكلام فالكل يريد إسقاط النظام . . .سأحكي لهم عن شعب لم يقنع و لم يخنع . . لم يكتف بوعود منكوث بها . . فاحتشد الملايين يطالبون بالرحيل معلنين بقائهم فجاء الرد عليهم قاسيا فلم يتقهقهروا بل صبروا و ثابروا و سقط منهم الكثير و زادت الدماء من الثورة اشتعالا . . وتلاحم الطرفين في حرب لم يكن الشعب يريدها و لكنهم هم من بدأوها . . لقد استهانو بشعب ظل صامتا لسنين طويلة ظنوا فيها أنهم أخضعوه وأسكتوه عن الكلام و لكنهم لم يعملوا حساب يوم أن يفك اللجام . .
سأحكي لهم عن شباب سقطوا ضحايا لهذا الفساد نحسبهم شهداء ماتوا و هم مؤمنين بقضيتهم مطالبين بحقوقهم مدافعين عن هذي البلاد . . و شباب لم يتركوا الميدان يوما حتي يتم تنفيذ مطالبهم و يثأروا لإخوانهم حتي لا تهدر دماؤهم . . لأنهم يعلمون أنهم علي حق و أن الحق دائما و أبدا بإذن الله سينتصر . . .
سأحكي لهم كم تأثرنا لرؤيتنا صور الشهداء و كم أبكتنا دموع وائل غنيم حينها فأحيت نفوسا كثيرة و أشعلت في قلوبهم الغيرة . . جعلت الكل يعي معني الوطن . .
سأحكي لهم عن كل من أعرف ممن نزلوا إلي الميدان . . سأحكي لهم عن اليوم الذي نزلت إلي الميدان . . نزلت إلي أرض الواقع و شاركت في الحدث . . عشته حين أحسست بأرض التحرير تنبض بأبنائها و شعرت بخفقان قلبها . . رأيت الناس حرة طليقة لا يخشون شيئا ولا يخافون أحدا . . يهتفون بأعلي صوت فلا يعلو صوت عليهم . . وجدت النظام في الزحام فلا تجد من يضايقك بل كان الكل يحاول أن يساعدك . . فقد اجتمع الملايين من كبير و صغير غني و فقير بنات و نساء شيوخ و أطفال علي هدف واحد . . علي حب هذا البلد . . وإذا نظرت في عيونهم ستري غيرتهم علي بلادهم و عشقهم لها و استعدادهم لبذل الكثير من أجلها و استعادة كرامتها وإعلاء رايتها . . ستسمع أصواتهم تدوي بالهتاف فتهتز الأبدان و ينبض قلبك بحبها و تقوم بترديدها و يعلو صوتك أكثر و تزيد حماستك و تشعر بمكانتك . . بأنك إنسان له كيان لا يهان . . تري اللافتات بما علينا من كلمات تدمع لها أو تبتسم لها لبساطتها و صدقها . . في داخلك تعلم أنك لن تجد مثل هذا الشعب في جماله و طيبته و خفة ظله و تشاركه وتكاتفه في أحلك الأوقات وأشد الأزمات . . ستراهم يغنون ويضحكون يطلقون النكات و يرسمون اللوحات واللافتات . . سيظن البعض أنهم لا يتظاهرون بل هم أبطال صامدون . . فالشعب المصري يحب دوما أن يفرح مهما كان . . و ستري السماء تتلون بالأحمر والأبيض والأسود فتدب فيك الحياة و ترفرف الأعلام عاليا لتتنفس أملا جديدا في الحياة و سيغمرك شعورا بالسعادة لم تعرفه من قبل . . لن أستطيع أن أصف كم يكفيني فخرا أنني مصرية و يكفيني شرفا أنني كنت هناك . .
سأحكي لهم عن مصر . . عن أصالتها و حلاوتها . . عن شعبها الذي غيرها و بدل حالها . . عن ثورة قامت لها لأننا نحبها و لكننا لم نكن نعي مقدار حبنا لها . . سأعلمهم كيف يحبونها . . و سأقول لهم ' إني مكنتش عارفة إني بجد بحبها كده '
سأحكي لهم عن ثورة قامت عن طريق الانترنت حيث تم الاتفاق علي الزمان و المكان . . لم يتوقع أحد أن يتظاهر
الكثير و إن حدث فلن تستمر لكثير . . نزل المئات إلي الشارع ينادون بالحرية و شيئا فشيئا تزايدت أعدادهم و توافد عليهم الكثير حتي وصلوا لمئات الآلاف فأصبح الشارع يموج بهم كموج البحر المتعالي ينادون بتغيير الوضع الحالي . .و حين بدأت قوات الأمن عليهم الهجوم لم يلوذوا بالفرار بل زادوا هياجا و صمودا . . واليوم التالي فالتالي يزيدون عددا و وجودا . . والدولة تصمت و تشاهد في ذهول لم تعرف تنطق حتي جاء الجمعة الغاضب . . حشود من كل مكان تتدافع كالنمل الناري الأحمر إذا خرج من مخبأه فلا شئ يمكن أن يوقفه . . وانقلب الشعب علي الحاكم ينادون بإسقاط نظامه و الكل يتابع و يشاهد في جميع أنحاء العالم . . والشعب يكمل مسيرته و الأمن خارت قوته و جاءهم أمر الانسحاب فحدث الانفلات . . و اختلط الحابل بالنابل و الكل يعلم قصته . . .
سأحكي لهم عن شعب تكاتف في الأزمة . . . لم يجد بدا من أن يخرج إلي الشارع لحماية وطن أفسده المسئولين عن حمايته . . كيف انطلق كل شاب و رجل و ولد حاملين ما يدافعون به عن أنفسهم يحرسون منازلهم و بيوتهم و شوارعهم . . كيف عرف الشارع بعضه و اتحدوا علي أمر واحد . . كونوا لجانا شعبية و تحملوا المسئولية و الكل يتابعهم فخرا . . تلمح في عيونهم الحب لهذا البلد و الخوف عليه و تري فيهم الأمل لغد عظيم جلل . .
سأحكي لهم عن شعب تساوت أطرافه فالكل في مكان واحد . . في الشارع لا يوجد فرق بين طبيب أو طالب مهندس أو حارس أستاذ جامعي أو عامل . . كل سويا يتشاركون تنظيف الشوارع صباحا و يسهرون علي حمايتها ليلا . . يتعارفون و يتحاكون و يتناقشون بصوت عالي الوضوح . . فلم يعد أحد يخاف الكلام فالكل يريد إسقاط النظام . . .سأحكي لهم عن شعب لم يقنع و لم يخنع . . لم يكتف بوعود منكوث بها . . فاحتشد الملايين يطالبون بالرحيل معلنين بقائهم فجاء الرد عليهم قاسيا فلم يتقهقهروا بل صبروا و ثابروا و سقط منهم الكثير و زادت الدماء من الثورة اشتعالا . . وتلاحم الطرفين في حرب لم يكن الشعب يريدها و لكنهم هم من بدأوها . . لقد استهانو بشعب ظل صامتا لسنين طويلة ظنوا فيها أنهم أخضعوه وأسكتوه عن الكلام و لكنهم لم يعملوا حساب يوم أن يفك اللجام . .
سأحكي لهم عن شباب سقطوا ضحايا لهذا الفساد نحسبهم شهداء ماتوا و هم مؤمنين بقضيتهم مطالبين بحقوقهم مدافعين عن هذي البلاد . . و شباب لم يتركوا الميدان يوما حتي يتم تنفيذ مطالبهم و يثأروا لإخوانهم حتي لا تهدر دماؤهم . . لأنهم يعلمون أنهم علي حق و أن الحق دائما و أبدا بإذن الله سينتصر . . .
سأحكي لهم كم تأثرنا لرؤيتنا صور الشهداء و كم أبكتنا دموع وائل غنيم حينها فأحيت نفوسا كثيرة و أشعلت في قلوبهم الغيرة . . جعلت الكل يعي معني الوطن . .
سأحكي لهم عن كل من أعرف ممن نزلوا إلي الميدان . . سأحكي لهم عن اليوم الذي نزلت إلي الميدان . . نزلت إلي أرض الواقع و شاركت في الحدث . . عشته حين أحسست بأرض التحرير تنبض بأبنائها و شعرت بخفقان قلبها . . رأيت الناس حرة طليقة لا يخشون شيئا ولا يخافون أحدا . . يهتفون بأعلي صوت فلا يعلو صوت عليهم . . وجدت النظام في الزحام فلا تجد من يضايقك بل كان الكل يحاول أن يساعدك . . فقد اجتمع الملايين من كبير و صغير غني و فقير بنات و نساء شيوخ و أطفال علي هدف واحد . . علي حب هذا البلد . . وإذا نظرت في عيونهم ستري غيرتهم علي بلادهم و عشقهم لها و استعدادهم لبذل الكثير من أجلها و استعادة كرامتها وإعلاء رايتها . . ستسمع أصواتهم تدوي بالهتاف فتهتز الأبدان و ينبض قلبك بحبها و تقوم بترديدها و يعلو صوتك أكثر و تزيد حماستك و تشعر بمكانتك . . بأنك إنسان له كيان لا يهان . . تري اللافتات بما علينا من كلمات تدمع لها أو تبتسم لها لبساطتها و صدقها . . في داخلك تعلم أنك لن تجد مثل هذا الشعب في جماله و طيبته و خفة ظله و تشاركه وتكاتفه في أحلك الأوقات وأشد الأزمات . . ستراهم يغنون ويضحكون يطلقون النكات و يرسمون اللوحات واللافتات . . سيظن البعض أنهم لا يتظاهرون بل هم أبطال صامدون . . فالشعب المصري يحب دوما أن يفرح مهما كان . . و ستري السماء تتلون بالأحمر والأبيض والأسود فتدب فيك الحياة و ترفرف الأعلام عاليا لتتنفس أملا جديدا في الحياة و سيغمرك شعورا بالسعادة لم تعرفه من قبل . . لن أستطيع أن أصف كم يكفيني فخرا أنني مصرية و يكفيني شرفا أنني كنت هناك . .
سأحكي لهم عن مصر . . عن أصالتها و حلاوتها . . عن شعبها الذي غيرها و بدل حالها . . عن ثورة قامت لها لأننا نحبها و لكننا لم نكن نعي مقدار حبنا لها . . سأعلمهم كيف يحبونها . . و سأقول لهم ' إني مكنتش عارفة إني بجد بحبها كده '
مشاء الله يا سلمي حلوة و معبرو ببساطة و سلاسة
ردحذف