لا أظن أن أحدا منا لم يمر فى حياته بتجارب باءت بالفشل, وصداقات قد انتهت, وعلاقات لم تكتمل . . . ربما يكون معظمها قد انتهى بسبب خلاف ما أو مشكلة, ولكن هل تساءلت يوما عن تلك التى انتهت هكذا, فجأة, دون سبب واضح يذكر ؟ دون أدنى تبرير لما حدث ؟
تطرق إلى ذهنى ذلك السؤال, وبدأت أفكر فى أن هناك سبب لكل ما يحدث فى تلك الدنيا, حتى علاقاتنا بالآخرين, فكل صداقة او علاقة كان لها سببا ما هو الذى أدى إلى أن تبدأ, حتى ولو كان سببا تافها, حتى وإن لم تعتبره سببا من الأساس, فهو فى النهاية سبب . . . فهل تنتهى علاقاتنا إذا بزوال ذلك السبب ؟ حتى وإن لم تنتهى بعامل العشرة, تجدها قد تبدأ بالفتور شيئا شيئا إلى أن يأتى ذلك اليوم الذى فيه ستنتهى, وربما ستجد أنها كان يجب عليها ان تنتهى منذ زمن, ولكن كان هناك دائما أحد الطرفين الذى يحاول على إبقائها حية لأطول فترة ممكنة, ولكنه لم يكن ليتمكن من الاستمرار إلى الأبد, فحتما كان سياتى عليه اليوم الذى يتوقف فيه عن المحاولة ويفصل عن تلك العلاقة جهاز التنفس, ويعلن وفاتها رسميا.
أذكر فى أحد الأوقات ان قال لى احد الأصدقاء ان ما يجذبه فى المرأة هو قوتها, ولكنها بمجرد أن تحبه تكون قد .استسلمت له وفقدت جزءا من قوتها, فيختفى حينها ما كان يشده إليها, فيقرر أن يتوقف
ربما أكون قد سخرت من تلك الفكرة حينها, ولكننى بدأت اعيها جيدا الآن, فكثيرا من علاقاتنا مع الآخرين قد تنتهى بمجرد اختفاء ذلك المسبب الذى كان هو سر بدايتها من الأساس, وتلك التى تستمر إما أنها لا تزال محتفظة به, أو أنها قد وجدت شيئا آخر أكثر قوة وفاعلية من أجل تلك العلاقة ان تستمر.
وهذا ما يدفعنى إلى التساؤل عن الذكريات, فهل نحن إذا من نختلقها لنجعل بيننا ذلك الرابط الذى يدفعنا لأن نستمر ؟ هل هى مجرد وهم يجعلنا نتعلق بالأشخاص من حولنا مما يجعل إنهاء علاقاتنا بالآخرين شيئا أصعب مما يبدو عليه فى الحقيقة ؟ حتى إننا قد نضطر إلى خلق ذكرياتنا مع الأماكن ومع الأغانى, وبمجرد انتهاء علاقاتنا مع الأشخاص, تنتهى علاقاتنا بتلك الاماكن بل وقد نكرهها أحيانا, فقط لأنها تذكرنا مما كنا عليه قبلا.
لماذا نفعل كل ذلك إذا, لما نسعى دائما إلى خلق روابط لا أساس لها من الصحة فقط لنشعر بالندم والحزن والأسى . . . لما نسعى إلى اختلاق الذكريات, ونسعى جاهدين لتذكرها, بل ونعمل على الاحتفاظ بما يساعد على استعادة تذكرها . . . لماذا نهوى تعذيب أنفسنا بما لا تستحق, فنضيع عليها فرصا تستحقها.
#سلمى_عبدالوهاب
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق