و ذلك لما بينهما من التناقض التام
فنحن إما نصمت و نكون شهودا عيان
أو نتفوه من الكلمات ما ليس لها معان
فإلى أى مدى سنظل نعيش فى أوهام
تكمن فى عقد هدنة أو تحقيق سلام
لقد بقينا على هذه الحال سنينا و أيام
و لم نفعل شيئا و لم نتحرك خطوة للأمام
فإلى متى سنشاهد دون التحرك
و نصبر على الأذى و نكتفى بالتفرج
ألم نشاهد الكثير من أفعال هؤلاء
ليس فى زمننا فقط بل منذ عصور الأنبياء
فأولئك القوم لم يتغيروا على مر العهود
فمنذ عهد موسى و حتى يومنا هذا هم هم اليهود
لم يختلفوا عن خيانتهم الأمانة و نقضهم الوعود
فقد كانوا و مازالوا عدونا اللدود
ألا يكفكم هذا يا عرب كى تتحدوا معا من جديد
أم أن هذا أصبح مستحيلا و أضحى من الماضى البعي
دفيا حسرتاه على قوم كان النصر لهم دوما حليف
لأنهم اتحدوا على الإيمان فما كان من شىء لهم مخيف
لقد سئمت الصمت كما سئمت الكلام
و لن أرضى بهذا الوضع و لن أعيش فى أحلام
و لن أقف مكتوفة الأيدى أشاهد ما فى غزة من آلام
فقد ثارت بداخلى النيران و لن يطفئها سوى الانتقام
لقد أبدينا استياءنا بما فيه الكفاية
فماذا حدث سوى أن زادوا من أعداد الضحايا
و لن يتوقفوا حتى يضاعفوا المنايا
و اعلموا يا عرب أن هذى ليست إلا البداية
لقد سئمت الانتظار من أجل اتخاذ القرار
أو انعقاد قمة عربية من أجل وقف إطلاق النار
أو إرسال معونة و فض هذا الحصار
الذى طال أمده و أدى إلى هذا الدمار
لقد رأينا الكثير من الموتى و هم غرقى فى الدماء
و جثث الأطفال و الرجال و النساء ممزقة إلى أشلاء
فأين أنتم يا قادة العرب كى تقضوا على هذا الوباء
فإذا لم ندافع عن بلادنا فأين يكون الولاء
أليس من حق الوطن علينا أن نهدى أرواحنا فداء
عار علينا يا عرب نحن لا نستحق أن نكون أحياء
كفانا يا عرب رؤية أطفال غزة و ما بهم من جراح
كفانا إظهار الحزن و الأسى فماذا أفاد البكاء عليهم و النواح
فلنفعل سيئا حيالهم و لا نكتفى بالأسى و الصياح
لعلهم يسترجعوا أرضهم و تشرق عليهم شمس الصباح
هيا بنا يا شباب نحارب هذا الفساد
و نكون يدا واحدة عازمة على الجهاد
نتسلح بسلاح الإيمان و الصبر على الشداد
و نعمل جاهدين على إخراجهم من البلاد
أفيقوا يا عرب من سباتكم العميق
و تبينوا من هو عدوكم و من لكم صديق
فقاطعوهم و حاربوهم و سدوا عليهم الطريق
و أذيقوهم مر الخسارة و أشعلوا فى قلوبهم الحريق
كفانا هتافا و شعارات فى السماء مدوية
فليس بوضع الوشاح هكذا تحل القضية
فقد حان الوقت كى نقاتل فى عزة مؤمنين بالقوى الإلهية
و سنبذل دماءنا فى سبيلك يا غزة و فى سبيل نيلك الحرية
" كتبت تلك القصيدة منذ ثلاث سنوات تقريبا , ربما تغير الكثير منذ حينها , ربما أفاقت الشعوب و لم يفق حكامها , حدث الكثير ليغير مجرى الاحداث فى غضون شهور قليلة جعلتنا نعيد النظر و يعود لدينا الأمل بأن غدا لناظره قريب "
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق