هو . . .
كان قد عقد العزم على أن يبوح لها بالحقيقة . . حقيقة أنها هى من أحب . . ومن يحب . . ومن سيظل دائما أبدا يحب . . أنها هى من استطاعت دوناً عن جميع البشر, أن تسلبه لبه وكيانه . . أن تصبح هى, تلك الفكرة الوحيدة التى تدور بخلده ليلا نهارا . . أن تكون هى فتاة الأحلام التى ظل يتمناها, ولم يخيل له يوما, أنه سيتمكن من إيجادها . .
لم ينم فى تلك الليلة جيدا, فقد كان ذلك الأمر يشغل باله كثيرا لدرجة أنه كان يعد الساعات لتمضى . . أقبل الصباح ليقم من مرقده هذا, وكله أمل على أن يسير الأمر كما هو مخطط له . .
توجه إلى عمله, وما إن وصل حتى بدأ يتفقدها . . ولكنها . . . . لم تأتِ بعد . .
ربما لن تأتى اليوم, فهل ذلك يعنى أنه ليس مقدرا لى أن أقولها ؟ أم أنها مجرد إشارة لكى لا أُقدم على خطوة قد أندم عليها فيما بعد ؟
وفى خضم ذلك النقاش الذى كان يدور برأسه, فإذا به يسمع صوتا يعرفه جيدا . .
نعم, إنها هى . . وها قد أتت وعلى وجهها تلك الابتسامة المعتادة, التى ما إن يراها حتى تنفرج أساريره, وينبعث فى نفسه الامل من جديد . .
تلقى عليه التحية, ومن ثم تتوجه إلى مكانها . . أما هو, فلا يرد إلا بابتسامة مماثلة, تظل عالقة على شفتيه لفترة من الوقت . .
ليس الآن . . هكذا كان يحدث نفسه كلما هم بالقيام ليتوجه نحوها . . فمتى ؟! . . ظل يقاوم رغبته الملحة مطولا, حتى أصبح التوتر سيد الموقف . . يكاد أن يتراجع عن تلك الفكرة, ولكنه لا يريد . .
يحدق إليها فى صمت . . يحلم . . وفجأة, يجد فى نفسه الشجاعة الكافية ليخبرها . . وأخيرا, سأفضى إليها بمكنونات صدرى, وأقول لها أننى أحبها . .
يذهب إليها, وكلما تقدم خطوة باتجاهها, تزداد معها ضربات قلبه . . يتوتر . . يقف أمامها, فيتلعثم . . تضحك . . ينظر فى عينيها, فيستعيد رباطة جأشه . . وكأنما قد بثت فى روحه القوة, لينطق بها . .
أنا . . . .
فجأة تقاطعه صديقتها, وتقول لها . . مبروك . .
-سلمى عبدالوهاب-