هو . .
لم يعد فى إمكانه أن يتوقف عن التفكير بها . . وكلما حاول أن ينحى عقله ولو قليلا, فإذا بكل شئ من حوله يذكره بها . . حتى أصبح ينتظر الصباح ليلقى عليها التحية, وقد أمسى لا ينام فلا يكف عن الحديث معها . . حتى وإن غفلت عيناه, فقلبه لم يغفل أبدا . . فقد صارت هى تلك الابتسامة التى ترتسم على وجهه وإن ضاق به العالم . . هى النور وسط الظلام الدامس, الذى كان قد سكن حواسه إلى أن جعلته يحس للحلاوة طعما, ويرى فيها كل ما قد سلبته منه الدنيا . . أراد أن يعلن للعالم أجمع بأنها هى من أعادته لينبض بالحياة, ولكن خشيته من أن يخسرها كان ما يحول بينه وبين البوح لها بحقيقة مشاعره . . فآثر أن يصمت, ويكتفِ برؤيتها . . فيبتسم.
-سلمى عبدالوهاب-