لأن الإنسان بطبيعة الحال يبحث دوما عن طريقة ما ليلتهى بها عما يؤرقه من مشاكل أو ما يتحمله من مسئوليات أو ما يؤديه من واجبات, فقد تمكن النظام البائت - رغم أننى لم اعد اعتقد فى هذا بل أميل إلى أنه قد تم إخراجه من الفريزر و يتم الآن تسويته على نار هادية - من استغلال ذلك الامر لصالحه عن طريق ماتشات الكورة و أزمات رغيف العيش و أنابيب البوتاجاز, و غيرها من الوسائل مستخدمين كافة الاساليب الممكنة حتى ينشغل الشعب عن أمور بلادهم بأمور حياتهم, و من ثم تحل تلك المشكلات ليطمئنوا إلى استتباب الامور جيدا و ان الحياة ماشية و الآشية بقت معدن و ان الحكومة شايفة شغلها على اكمل وجه و كل ده طبعا بناءً على توجيهات السيد الرئيس -الله يعمر بيته- اللى معيشنا فى أمن و أمان, و يستمر الامر على ذلك المنوال كلما تحدث مصيبة يطلعولنا بأى حاجة عشان نتلهى.
و من هذا المنطلق, نجد ان المجلس العسكرى منذ أن تولى حكم البلاد كان يسير على نفس النهج القديم و لكن تلك المرة باستخدام طرق الهاء جديدة - ابتكار بردو ليقولوا عليه بيقلد ولا حاجة - لإبعاد الشعب عن التفكير فى الثورة و حقوق الشهداء و محاكمة المخلوع و أعوانه, و إذا ظللت أسرد لن أنتهى لذ سأكتفى بذلك القدر لأبدأ فى تفنيد تلك الوسائل و على رأسها يأتى الاستفتاء على التعديلات الدستورية, و المحاكمات التى ظهرت لتسكيتنا ليمنع ظهورها بعد ذلك, مرورا بالدورى اللى مكانش لازم يقف و لكن باءت تلك المحاولة بالفشل حيث جاءت مذبحة بورسعيد لتزيد الطين بله و تذكرنا مرة أخرى بدماء الشهداء إن كنا قد نسينا, و وسط جلبة أحداث المظاهرات و الاعتصامات تبدأ انتخابات مجلس الشعب و من بعدها جلساته المباشرة التى سرعان ما فقدت بريقها و بالتالى لم تنجح أيضا فى أداء مهمتها - فعليا و ضمنيا -, لتلوح فى الافق ازمات جديدة مثل السولار و البنزين و لكن بما ان الفكرة دى اتهرست 100 مرة قبل كده فما أكلتش مع الناس أوى !
ليخرج لنا المجلس العسكرى بكارت - لا أعتقد انه الاخير - انتخابات الرئاسة, و دى طبعا الحاجة اللى احنا مستنيينها من يوم ما عملنا الثورة, ليبدأ دورى جديد من نوعه, حيث يقوم كل مرشح بسحب أوراقه و من ثم تبدأ رحلة جمع ال30 ألف توكيل, و كل واحد و شطارته أو و فلوسه او حزبه او . . . . اى حاجة تانيه ربنا يقدره عليها, و كل من هب و دب بقى عاوز يبقى الريس, كغنها حاجة حلوة اوى مثلا, على راى محمد صبحى لما قال الرئيس اللى هييجى ده حظه هيبقى مهبب.
المهم بقينا نسمع عن فلان تقدم و علان سحب, لحد هنا و كل ده عادى . . . . عمر سليمان يفكر فى الترشح لانتخابات الرئاسة.
جماعة الإخوان المسلمين تفكر بالدفع بمرشح رئاسى.
حازم صلاح أبو اسماعيل تمكن من جمع ما لا يزيد عن ال100 ألف توكيل - ده طبعا غير بوستراته اللى الناس بقت بتتكلم عنها اكتر منه هو شخصيا -.
عمر سليمان يتراجع عن فكرة الترشح لانتخابات الرئاسة - الحمد لله واحد من الفلول خلصنا منه -.
بردو كل ده عادى . . . .
لحد ما سمعنا بقى الخبر الصاعقة : جماعة الإخوان المسلمين تدفع بخيرت الشاطر للترشح للرئاسة, لتتوالى حملات الهجوم على الجماعة و اتهامهم بالكذب و التضليل, و التفكير فى نواياهم, و المقارنة بين موقفهم سابقا, حين تم فصل الدكتور عبدالمنعم أبو الفتوح من الجماعة بحجة انه خالف قرار الجماعة بالتقدم للترشح فهو بذلك ينكث بوعدهم لجموع الشعب بعدم رغبتهم فى منصب رئاسى و انهم ليسوا طالبى جاه او سلطة, و موقفهم الحالى مع الشاطر.
لندخل فى قصة جديدة و جنسية والدة الشيخ ابو اسماعيل, و نتبادل القيل و القال حول ما إذا كانت تحمل الجنسية الامريكية أم لا, او إذا ما زال بحوزتها الجرين كارد, و ما من دليل إثبات أو نفى, و على الرغم من ذلك صدق الكثير ذلك الامر على الرغم من أن وزارة الداخلية هى أول من نوه عن ذلك الخبر و نحن قد اعتدنا فى الآونة الاخيرة ألا نصدق أيا ما تقول إلا أننا فى تلك اللحظة و أردنا أن نصدق - أنا من هؤلاء على فكرة - و تستمر حملات التشويه و التكذيب و مليونية فى التحرير تنزل مدافعة عن حقه فى الترشح للرئاسة إلى ان أكدت وزارة الخارجية حصولها على الجنسية, و هو لا بينفى و لا بيأكد لو عارف و ما قالش يبقى كداب و لو مش عارف يبقى أنيل إذا ما كنتش عارف حاجة زى دى عن أمك هتعرف عن الشعب إزاى.
ما علينا من ده كله, ناهيك طبعا عن التضارب اللى حصل بين الإسلاميين حول المرشحين السابقين, لينزل فيلم الرعب فى جميع دور العرض - عمر سليمان - نزولا عن رغبة الجماهير الغفيرة اللى عملوله مظاهرة فى العباسية, بعد ما خوتنا و مسك الوردة و قعد يقطف فيها - هترشح مش هترشح هترشح - ليشعر الجميع بالرعب من خوضه للانتخابات, و يتنازل له الفريق شفيق - بيبقشش من جيب اهله أصله - و يشتد الصراع, و تظهر مشكلة فى ترشح الشاطر لتنزل الجماعة بمحمد مرسى بديلا, و الكل بيجرى ورا الكورة, و محدش عارف مين هيجيب جون فى الآخر.
و المجلس العسكرى قاعد ساكت . . . . و احنا قاعدين بنتفرج و بنأيد و بنهاجم, و الدستور ؟!
الدستور يا اسيادنا اللى أى رئيس جاى لو كان مين المفروض انه هيمشى عليه ميلغبطوش ! الدستور اللى نسينا مين هيحطه, اللى بنوده هتحكمنا سنين طويلة, الدستور !
أنا قلت بس أفكركم لتكونوا نسيتوا, و بالنسبة للكلام اللى فوق انا كتبته و انا لست فى كامل قوايا العقلية, و ربنا يجعل كلامنا خفيف عليهم, بالإذن بقى .