الفلول . . ربما تعد هذه الكلمة من أكثر الكلمات تداولا بين جموع
الشعب المصرى فى الآونة الأخيرة, بل و أنها أصبحت بمثابة التهمة لأى واحد يتم وصفه
بها . .
ببساطة لأنها تعنى حبه للرئيس المخلوع و تضامنه مع النظام السابق و
مشاركته مفاسده و الاستفادة منه . . و إلى آخره من المعانى و المصطلحات التى
انبثقت منذ أيام الخامس و العشرين من يناير لعام 2011 .
قد يجد البعض هذا التصنيف مجحفا بعض الشىء, لأننا جميعا كنا جزءا من النظام البائت – شئنا أم أبينا –, و استفدنا منه – مع اختلاف حجم الاستفادة لكل منا بالطبع -, و على هذا فكلنا نعتبر فلولا إذن , و الحل يكمن فى إننا نجيب شعب مستورد أحسن عشان نضمن إن ماحدش فى البلد دى فلول.
سواء كنت مع أو ضد,
يجب علينا أن نعلم أننا جميعا لنا يد فى ما آلت الأوضاع إليه سواء كان بسلبيتنا و
صموتنا عن الحق طويلا, أو التهرب من مشاكلنا و الفرار إلى بلد آخر من أجل معيشة
أفضل, أو صبرنا على الأذى طوال تلك السنين و تصبُرنا ب " معلش بكرة ربنا
يفرجها ".
لذلك يرى الكثير منا –
كشباب – أن أهالينا فلول, بدءا من سلبيتهم مرورا برفضهم نزولنا التحرير خوفا علينا
( الحمد لله أنه ليس اعتراضا على الثورة نفسها ).
و حين تسألهم عن ذلك
تجد عندهم الكثير من المبررات مثل " إحنا عشنا أيام سودة و االحرب دمرتنا و
اللى كان بيتكلم يتحبس و ما صدقنا الأمور هديت فسكتنا و رضينا مادام عايشين
".
و من هنا نشأت سياسة
المشى جمب الحيط, حتى ازدحم الرصيف عن آخره و كان لا بد و أن يأتى ذلك اليوم الذى
نحيد فيه عن الصف و نخرج إلى الطريق و نمشى فى الشارع.
و لكن للأسف لسة فى
ناس كتير خايفة تنزل, و ناس غيرها بقت ماشية بلطجة – ماهى حرية بقى -, و ناس عارفة
إيه حقها و ازاى هتاخده, و ناس مش عارفة أصلا ايه حقها فبالتالى ازاى هتاخده.
زى من كام يوم كنت
راكبة أتوبيس, و إذا بى أفاجأ بصوت رهيب يكاد أن يخرم أذنىَ حتى استوعبت أنه صوت
الكاسيت, و سرعان ما بدأت أسمع تذمر من حولى فانتظرت أن يقوم أى شخص ليطلب إلى السائق
أن يخفض من ذلك الصوت المزعج, و لكن لم يقم أحد.
انتظرت لخمس دقائق
أخرى و لكننى لم أعد أحتمل, فقمت و ذهبت بنفسى إلى السائق الذى أخذ يتمتم بكلمات
غير مفهومة توحى باستيائه, و لكنه فى الآخر وطَى الكاسيت.
لم يساندنى أحد فى
طلبى هذا و على الرغم من ذلك شعرت بارتياحهم جميعا لما قمت به, تعجبت لهذا الأمر
كثيرا و بدأت أسأل نفسى هل هذا لأن كل واحد منهم اعتمد على غيره ليقوم بمثل تلك
المهمة, أم خوفهم من الرفض و عدم تلبية مطالبهم, أم لأنهم ببساطة لم يعرفوا أنه حق
من حقوقهم.
ربما لم أعرف الإجابة,
و لكننى أيقنت فى تلك اللحظة أن كثيرا من الناس يرون أن المطالبة بحقوقهم من
الحكومة فقط لا غير, و ليس من الأفراد, على اعتبار أنها حرية, غير مدركين أن حرية
المرء بما لا يتعدى على حرية الغير و يؤذى الآخرين, لا يعرفون أنه طالما لديهم حق
فالمطالبة به واجب, و إذا تهاونت فى الحصول عليه, إذن فلتسمح لى أن أعلن انضمامك
رسميا للفلول – فالفَلٌ هو كسر فى حد السيف أو المنهزم, و الجمع فلول -.